آخر الأحداث والمستجدات 

حكاية من مدينتنا مكناس

حكاية من مدينتنا مكناس

 

'أمي ماتت اليوم' هي أول جملة من رواية الغريب للفيلسوف والروائي ألبير كامو، الرواية التي على بساطتها وسلاسة لغتها لاقت شهرة واسعة في عالم الأدب وخوّلت لرائد الفلسفة العبثية الحصول على جائزة نوبل للآداب سنة 1957.

قلّما نالت جملة أو سطر من كتاب أو رواية الشهرة التي حظيت بها جملة كامو وقد حاول بعض الروائيين والروائيات محاكاتها أو الكتابة على منوالها في بداية رواياتهم أذكر على سبيل المثال لا الحصر ليلى السليماني الحائزة على جائزة الغونكور عن روايتها أغنية هادئة chanson douce التي استهلتها بجملة "الرضيع مات" Le bébé est mort لكن ما فعله شارل بيرلينغ ،الممثل والمخرج المسرحي والسينمائي الفرنسي غير مسبوق، فقد جعل من الجملة عنوانا لروايته.

 الرواية وقد قرأتها في عجالة هذا المساء هي من السهل الممتنع وقد لا ترقى من حيث الحبكة والموضوع إلى مستوى يجعلني أنصح بقرائتها للقارئ الحصيف لكن هناك اعتبارات ذاتية تملي عليّ أن أوصيّ البعض بقرائتها.

 

 أودّ من قارئ هذه السطور بعد كل هذه المقدمة الطويلة و الذي اتبعني حتى هنا أن لا يسألني عن شيء حتى أحدث له منه ذكرا:

 

فأما الرواية فتتحدث عن نادية وهي أم الكاتب المزدادة سنة 1927 بمكناس من أب عنيف ،زير نساء، مستبدّ ومتسلّط إسمه غاستون وأم طيبة،حنونة وشجاعة إسمها فرناند؛ نادية وهي البنت الوحيدة عانت الأمرّين من تسلّط أبيها وتعنيفه لها ولأمها، أما الأم التي كانت "راجل ونص" فقد تحملت أعباء كثيرة وهي التي كان على عاتقها تدبير شؤون ورشة ميكانيكا السيارات (Garage Saint Christophe) الذي كان باسم زوجها بشارع اروامزين في عشرينيات القرن الماضي قبل أن يتحولا في أواسط الثلاثينيات إلى شارع جان جوريس(شارع نهرو حاليا) .

توفيت نادية سنة 2004 بفرنسا التي كانت قد عادت هي ووالداها إليها بعد استقلال المغرب، تاركة لأبنائها دفترا دوّنت فيه أجزاء من حياتها ولو أن سرّها الأكبر لم تشر إليه و أخذته معها إلى القبر. 

 

وأما الفتاة التي تحمل بندقية الصيد فهي نادية ذات التسع سنوات بمنطقة غابوية قريبة من مولاي إدريس زرهون حيت رافقت أباها المولع بالقنص، ويظهر إلى جانبها خنزير برّي ضخم وثعلب وهما معا ميّتان.

وأما الصورة الأخرى بالأبيض والأسود فهي لمحطة الحافلات التي كانت بشارع اروامزين في عشرينيات القرن الماضي (بمكان سينما أطلس) وكان بمحاداتها ورشة الميكانيكا Garage Saint Christophe/ Tourist Auto .

 

وأما الصورة الأخيرة فهي لصفحة من صفحات الكتاب وفي آخر سطورها السرّ الذي لم تبح به نادية بنت قدّور المكناسي.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد الله اليوسفي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2021-09-11 20:30:41

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك